روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات ثقافية وفكرية | القراءة بالحواس الخمس.. مخاطبة حواس الطفل

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات ثقافية وفكرية > القراءة بالحواس الخمس.. مخاطبة حواس الطفل


  القراءة بالحواس الخمس.. مخاطبة حواس الطفل
     عدد مرات المشاهدة: 4336        عدد مرات الإرسال: 0

 أدرك المشاركون في تقديم كتب الأطفال، من مؤلفين ومصممين ورسامين وناشرين، الدور الأساسي لمختلف حواس الطفل في التعامل مع الكتاب؛ فبدأت ثورة حقيقية في تكنولوجيا كتب صغار الأطفال، تهدف إلى إشراك أكبر عدد من حواس الطفل في التعامل مع الكتاب.

مثل اللمس والسمع والشم، فأصبحنا نجد الآلاف من الكتب التي تقترب من الألعاب، فهي تتجسم، وبها أجزاء تتحرك أو تصدر عنها أصوات، أو يتحسس الطفل صفحاتها، أو يشمها، مع إعطاء الطفل أدوارا إيجابية تحقق التفاعل والمشاركة بين الطفل والكتاب.

وكذلك انتشرت كتب صفحاتها ليست من الأوراق، بل من القماش أحيانا، ومن البلاستيك في أحيان أخرى، أو البلاستيك الشفاف في نوع ثالث من الكتب حتى يستطيع الطفل تكوين صور جديدة أو ألوان جديدة عندما تنطبق صفحة على أخرى.

لقد كانت الكتب الموجهة إلى الأطفال أقل من (6) سنوات، تعتمد في معظمها على الصور والرسوم فقط أو على الصور التي تجاورها كلمات قليلة بحروف كبيرة؛ لكن هذه الكتب لم تكن تتيح للطفل أن يتعامل معها إلا بحاسة البصر فقط، وحتى في هذا المجال، فإنها لم تكن تستخدم أهم العناصر التي تجذب حاسة البصر، مثل التجسيم والحركة.

لهذا السبب فإنه قبل سنوات، في دول أوروبا وأمريكا، لم نكن نجد في مكتبات بيع كتب الأطفال إلا أقل من 10% من مجموع الكتب المعروضة، موجهة لسن ما قبل المدرسة، رغم الاتفاق على أن السنوات الأولى من عمر الطفل هي الحاسمة في إنشاء علاقة حب بين الطفل والكتاب، وأنها أهم السنوات في تنمية عادة القراءة عند الطفل.

وكانت هذه الحقيقة تفصح عن أن من يشتركون في تقديم كتاب الطفل، لم يكونوا قد وصلوا إلى أفضل الأشكال والوسائل لتقديم هذه الكتب، بالأسلوب الذي يعطي لمختلف حواس الطفل المشاركة في القراءة والتفاعل مع الكتاب.

ولكن المشاركين في تقديم الكتب، لم يلبث أن أدركوا الدور الأساسي لمختلف حواس الطفل في التعامل مع الكتاب، فبدأت ثورة في تكنولوجيا كتب صغار الأطفال، تهدف إلى إشراك أكبر عدد من حواس الطفل في التعامل مع الكتاب.

وكنتيجة لهذه الثورة التكنولوجية، لوحظ تزايد الإقبال بشكل غير مسبوق على الكتب الموجهة لسن ما قبل المدرسة، حتى أننا نلاحظ في كثير من المكتبات الكبرى المخصصة لبيع كتب الأطفال في أوروبا وأمريكا، أن نسبة الكتب الموجهة لسن ما قبل المدرسة بالنسبة إلى مجموع الكتب المعروضة.

قد وصلت إلى ما بين 40% و50%، وهو تطور سريع ومذهل، جاء نتيجة الأساليب والأشكال الجديدة، التي نجحت من خلالها هذه الكتب في التعامل مع مختلف حواس الطفل، منذ أول سنة من عمره.

إنها كتب تم إبداعها لتناسب أطفالا لم يتعلموا القراءة والكتابة بعد.. كتب يقرؤها الأطفال، ليس بالكلمات، بل برؤية الرسوم تتجسم وتتحرك، باللمس وبالأصابع، وبالاستماع إلى المؤثرات والأصوات والكلمات، بل وبالشم أيضا.. فبهذه الوسائل يدرك أطفال العالم، ويستطلعون، ويتعلمون، ثم يبدعون.

الكاتب: يعقوب الشاروني

المصدر: موقع لها أون لاين